أم كلثوم.. أيقونة الموضة من مدام فاسو مصممتها السرية إلى كريستيان ديور

كتب: شيماء أحمد
تعتبر أم كلثوم، “كوكب الشرق”، من أبرز الفنانات اللواتي تركن بصمة لا تُنسى في عالم الموسيقى والموضة على حد سواء، لم تقتصر عبقريتها على صوتها الفريد وأدائها المذهل، بل كان لها أيضاً حضور مميز في مجال الأزياء، استطاعت أم كلثوم أن تكون رائدة في هذا المجال من خلال اختياراتها الدقيقة لإطلالاتها، دون تقليد أو الاقتباس من أحد، فكانت تملك ذوقًا خاصًا وفريدًا في تنسيق أزيائها، مما جعلها تظل في مصاف أيقونات الموضة العالمية.. وبمناسبة مرور 50 عامًا على ذكرى وفاة كوكب الشرق “ايجي بودكاست” يلقي الضوء على ابرز محطاتها في عالم الموضة والأزياء زكيف كان لها الأثر الأكبر في اطلالتها على نساء جيلها..
خزانة أم كلثوم: تنوع وأناقة
كانت خزانة أم كلثوم مليئة بأحدث الاستايلات وأجمل الألوان، حيث كانت تحرص على اختيار ملابسها بعناية فائقة، خاصة عند حضور الحفلات والمناسبات، إطلالتها لم تكن مجرد ملابس فحسب، بل كانت تمثل جزءًا من فنها الذي تألق على المسارح، لم تقتصر اختياراتها على اللون أو الموديل فقط، بل كانت دائمًا تبحث عن الفستان الذي يعكس مضمون الأغنية التي ستؤديها.

إكسسواراتها: لمسة من الفخامة
من بين أشهر الإكسسوارات التي ارتدتها أم كلثوم نظارتها الشمسية السوداء التي كانت لا تفارقها في العديد من الحفلات، تلك النظارات كانت تحمل طابعًا خاصًا، إذ اختارت أن تكون مرصعة بالألماس، مما جعلها قطعة فريدة من نوعها تُعرض اليوم في متحفها بمتحف جزيرة المنيل.

أما عن الإكسسوارات الأخرى، فقد كانت أم كلثوم تحرص على اختيار القطع التي تضفي لمسة من الفخامة على إطلالتها، مثل البروش الهلالي الشهير الذي حصلت عليه كهدية من الشيخة منيرة الهلال، يتكون هذا البروش من 356 فصًا من الألماس الحر، ويعد من أشهر وأهم قطع المجوهرات التي ارتدتها كوكب الشرق.

مدام فاسو.. مصممة الأزياء السرية لأم كلثوم
كان وراء إطلالات أم كلثوم الراقية والحصرية، المصممة الأرمنية “مدام فاسو” التي كانت صديقة مقربة وسر أناقتها، تولت مدام فاسو مهمة تصميم فساتين أم كلثوم الخاصة بالحفلات والسهرات، حيث كانت أم كلثوم تختار بعناية فائقة كل التفاصيل المتعلقة بإطلالتها.

بحسب ما ذكرته فاسو في أول حوار لها بعد وفاة أم كلثوم، كانت كوكب الشرق تختار الألوان والقماش بعناية، مستوحاة اختياراتها من كلمات الأغاني ومضمونها، كما كانت تفضل تصميمات فساتينها الخاصة بشكل يتوافق مع ذوقها الشخصي، دون أن تتبع أي تصميمات مأخوذة من المجلات أو من أحد آخر.
الألوان والأقمشة.. ذوقها الرفيع في الاختيار
كانت أم كلثوم تفضل الألوان الكلاسيكية مثل الأخضر، الأحمر، البني، والبيج، أما بالنسبة للأقمشة، فكانت تحب الدانتيل، الجبير، الشيفون، والقطيفة، حيث كانت تعتمد عليها في تصميم فساتينها لكي تتناسب مع إطلالتها المميزة على المسرح.
الاحتشام كان دائمًا من أهم العوامل التي تهتم بها، إذ كانت تختار الفساتين التي تليق بمكانتها الفنية والشخصية في قلوب جمهورها، وهو ما جعلها مثالاً يحتذى به في عالم الأزياء.

زيارة أم كلثوم إلى كريستيان ديور
مع مرور الوقت، تطور ذوق أم كلثوم في الأزياء، واتجهت إلى شراء فساتينها من محلات “كريستيان ديور”، الذي كان يحتفظ بصورة كبيرة لها من زيارتها لهم في فرع باريس، هذه الفساتين أصبحت جزءًا من إرثها الفني والأزياء التي كانت تتميز بها في كل حفلة.
متحف أم كلثوم: أرشيف للأزياء والمقتنيات الشخصية
اليوم، ما زالت معظم فساتين أم كلثوم، بالإضافة إلى إكسسواراتها وحقيبتها وأحذيتها، محفوظة في متحفها بمدينة المنيل في القاهرة، لتظل شاهدة على ذوقها الرفيع وحبها للأناقة.

أيقونة الفن والأزياء في القرن العشرين
أم كلثوم ليست مجرد مغنية، بل هي واحدة من أعظم رموز الفن في القرن العشرين، ولدت في 30 ديسمبر 1898 في محافظة الدقهلية، وتركت لنا إرثًا فنيًا كبيرًا لم ينته بعد، ورغم رحيلها في 3 فبراير 1975، إلا أن صوتها وإطلالاتها الفاتنة ما زالت تضيء عالم الموسيقى والموضة.
