فنمزيكا

فى ذكراها.. لغز وفاة أسمهان فى حادث غامض

كتب : نور حسن


تعد المطربة أسمهان، واحدة من أعظم وأشهر المطربات في تاريخ الموسيقى العربية، استطاعت أن تترك بصمة واضحة رغم مسيرتها الفنية القصيرة وولدت في 25 نوفمبر 1912 في جبل الدروز بسوريا، وهي الأخت الصغرى للموسيقار فريد الأطرش ونشأت في أسرة درزية عريقة، وعانت الكثير من التحديات في حياتها الشخصية، ولكنها لم تستسلم، بل حققت شهرة واسعة بصوتها الفريد وموهبتها الاستثنائية.

البداية الفنية

ظهرت أسمهان لأول مرة على الساحة الفنية في سن مبكرة، وبدأت الغناء في سن العاشرة. انتقلت إلى مصر مع عائلتها بعد مقتل والدها، حيث تأثرت بالأجواء الفنية التي كانت سائدة في ذلك الوقت. في عام 1934، بدأت أولى خطواتها في عالم الفن بعد تعاونها مع الملحن رياض السنباطي، الذي منحها فرصة لتقديم أغاني ذات طابع رومانسي وعاطفي. إلا أن بدايتها الحقيقية كانت مع فيلم “الوردة البيضاء” في عام 1938، الذي أثبت قدرتها الفائقة على التعبير عن مشاعر الحب والألم. وعلى الرغم من أنها لم تقدم العديد من الأفلام، فإن صوتها وأداؤها كانا أكثر حضورًا من أي شيء آخر.

المسيرة الفنية

تعتبر أسمهان واحدة من أبرز الأصوات في تاريخ الغناء العربي. تمتعت بصوت قوي وعذب يمكنه أن يعبر عن تنوع مشاعر الإنسان، مما جعلها محط إعجاب كبار الفنانين والمستمعين على حد سواء. أسلوبها الغنائي تميز بالرقة في بعض الأحيان والقوة في أحيان أخرى، مما منحها القدرة على أداء الأغاني العاطفية والدرامية بنجاح باهر.

من أشهر أغانيها التي تركت أثراً في ذاكرة المستمع العربي “ليه بيداري كده”، و”يا زهرة في خيالي”، و”أنت عمري”. كما أنها قدّمت العديد من الأغاني الرومانسية التي لاقت صدى واسعًا في مختلف أنحاء العالم العربي. وعلى الرغم من قلة الأفلام التي شاركت فيها، فإنها تركت بصمة واضحة على شاشة السينما من خلال أفلام مثل “إنتصار الشباب” و”الغرام”. كان حضورها في هذه الأعمال لا يقل أهمية عن صوتها.

الحياة الشخصية

حياة أسمهان الشخصية كانت مليئة بالتحديات والصراعات. على الرغم من كونها واحدة من أشهر الفنانات في عصرها، إلا أنها كانت تعيش في ظل العديد من الأزمات العاطفية والشخصية. علاقتها بشقيقها فريد الأطرش كانت مليئة بالتوترات والصراعات، إلا أنه كان يظل داعمًا لها في مسيرتها الفنية. كما أن حياتها العاطفية كانت محورًا للعديد من القصص المثيرة للجدل، حيث ارتبطت بعدد من الشخصيات المعروفة في ذلك الوقت.

وفاتها

في 14 يوليو 1944، توفيت أسمهان في حادث سيارة غامض، ما أثار العديد من التكهنات حول ما إذا كان الحادث قد وقع عرضًا أم أنه كان مدبرًا و كان عمرها 31 عامًا، مما جعل وفاتها تمثل صدمة كبيرة للجمهور والفنانين على حد سواء.

رغم قصر مسيرتها الفنية التي امتدت نحو 10 سنوات فقط، استطاعت أسمهان أن تترك إرثًا كبيرًا في تاريخ الموسيقى العربية. يعد صوتها الفريد وأغانيها المميزة أحد أبرز الملامح التي يذكرها الناس عندما يتعلق الأمر بالموسيقى العربية الكلاسيكية. أغانيها لا تزال تُسمع وتُغنى من قبل الأجيال الجديدة، مما يؤكد أن إرثها الفني لن يمحى بسهولة.

اخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى