
كتب : نور حسن
يعد الفنان عماد حمدي أحد أبرز نجوم السينما المصرية الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ الفن العربي، ويعد من أبرز الممثلين الذين جمعوا بين الأداء المتميز والحضور المميز على الشاشة.
وولد عماد حمدي في 25 نوفمبر 1929 في مدينة السويس، وتوفي في 28 يناير 1984، وكان أحد أشهر نجوم السينما في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين. جمع بين موهبة التمثيل الفطري والقدرة على تجسيد الشخصيات المعقدة والمتنوعة.
حياته الشخصية
نشأ عماد حمدي في أسرة متوسطة الحال، وعرف منذ طفولته بحبه للفن والمسرح. بدأت اهتماماته الفنية في سن مبكرة، حيث كان يحلم بالعمل في مجال التمثيل. انتقل إلى القاهرة بعد أن قرر أن يسلك طريق الفن، فدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية. تأثر في بداية مسيرته بعدد من كبار الفنانين مثل يوسف وهبي وفاتن حمامة، وبدأ حياته في المسرح قبل أن يتجه إلى السينما.
زواج عماد حمدى
تزوج عماد حمدي عدة مرات، وكانت أبرز زيجاته من الفنانة شادية والفنانة مديحة يسري ونادية الجندى، وكانت له حياة عاطفية شهدت العديد من العلاقات التي أثرت على مسيرته الشخصية. ورغم ما مر به من مشاعر حزينة، إلا أن حياته كانت مليئة بالإنجازات على المستوى الفني.
مشواره الفني
قدم عماد حمدى عديد من الأعمال الفنية التى ولعل من أبرز هذه الأعمال “إنى راحلة” 1955، “ارحم حبى” (1959)، “بين الاطلال” (1959)، و”أم العروسة” (1963)، التي كان فيها تجسيده لشخصية الأب المصري البسيط الذي يعاني من قسوة الحياة العاطفية والاجتماعية قدراً من المصداقية جعل الجمهور يتعاطف معه بشكل غير مسبوق.
وقد عرف عماد حمدي بقدرته على تجسيد الأدوار المعقدة، فقد قدم شخصيات الرجل الحكيم الذي يواجه تحديات الحياة بتفهم وصبر، ومن أبرز هذه الشخصيات في فيلم “أم العروسة”، حيث أدى دور الأب الذي يعاني من مشاكل أسرية ولكنه يبقى ثابتاً في مواقفه. وبرز أيضاً في أدوار الممثل الذي يعيش صراعاً داخلياً بين العاطفة والواجب.
وكان عماد حمدي ممثلاً جاداً في أداء أدواره، ولم يكن يقتصر على تقديم شخصية واحدة طوال مسيرته، بل كان يتقن التنقل بين الشخصيات المتنوعة، ما جعله يحظى بشعبية كبيرة لدى الجمهور. اتسمت أعماله بالتنوع والقدرة على التجديد، فكان قادراً على تقديم الأدوار التراجيدية والكوميدية في آن واحد.
في الستينيات، بدأ عماد حمدي مرحلة جديدة في مشواره الفني، حيث قدم أدوار الأب التي تناسب مرحلته العمرية. من أبرز هذه الأعمال فيلم “الخطايا” عام 1962، الذي جمعه مع عبد الحليم حافظ. أثار المشهد الذي ضرب فيه عماد حمدي عبد الحليم صفعةً قاسية جدلاً واسعًا، خاصة بعد قول عبد الحليم إنه كسر أحد أسنانه وسال دمه، لكنه استمر في التصوير حتى طلب المخرج إيقافه. وتابع أن طاقم العمل قدم له الإسعافات فورًا. ورغم أن عبد الحليم طلب أن تكون الصفعة حقيقية، تعرض عماد حمدي لانتقادات كبيرة من الجمهور، الذين اعتبروا ضرب “معبود الجماهير” خطأ فادحًا. بعد هذا الفيلم، عاد الاثنان للعمل معًا في “أبي فوق الشجرة” عام 1969.
الجوائز والتكريم
حظي عماد حمدي بالعديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لمشواره الفني الطويل. تم تكريمه في العديد من المهرجانات المحلية والدولية، وظل اسمه مرتبطاً بأعمال فنية خالدة في الذاكرة المصرية.