
كتب: نور حسن
منذ ظهورها على الشاشة، أثبتت دياموند بو عبود أنها ليست مجرد وجه جميل، بل فنانة تمتلك أدوات تمثيلية استثنائية وحضورًا قويًا جعلها تحجز لنفسها مكانًا بارزًا في قلوب جمهورها، في هذا الحوار، تحدثت دياموند عن تجربتها في فيلم “أرزة” ورؤيتها الخاصة في تقديم قضايا المرأة، وأسلوبها في تجسيد شخصية معقدة تحمل العديد من التناقضات.
ما الذي دفعك للمشاركة في فيلم “أرزة”، وكيف ترين عرضه في مهرجان القاهرة؟
“مشاركتي في فيلم “أرزة” كانت خطوة مهمة بالنسبة لي، وأشعر بسعادة كبيرة من ردود الفعل الإيجابية التي تلقيتها بعد عرضه في مهرجان القاهرة. عند قراءتي للسيناريو لأول مرة، تأثرت بشدة وبكيت، فقد وجدته العمل الذي كنت أبحث عنه. شخصية “أرزة” تمثل امرأة لبنانية تخوض رحلة مليئة بالتحديات والآلام في بيئة تعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية. الشخصية معقدة، تجمع بين مشاعر متناقضة مثل الفرح والحزن، القوة والضعف، مما جعلها فرصة رائعة لتقديم عمل فني يعالج قضايا إنسانية عميقة تتعلق بالوضع الاجتماعي والنفسي للأفراد في مجتمع يعاني من الصراعات.”
شخصية “أرزة” تتنقل بين القسوة والحنان. كيف تمكنت من تجسيد هذه التناقضات؟
“تجسيد شخصية مليئة بالتناقضات يتطلب دقة شديدة وفهمًا عميقًا لها. كان الأمر تحديًا فنيًا بالنسبة لي، إذ يتطلب مني التفاعل مع المشاعر المتناقضة بطريقة تجعلها حقيقية ومؤثرة. كل مشهد كان يتطلب تحضيرًا خاصًا، فالشخصية تتأرجح بين مشاعر الحزن والقوة، التفاؤل واليأس. كان من الضروري أن أقدم هذه التغيرات بشكل مبرر وواقعي، وهو ما تطلب مني دراسة دقيقة للسيناريو والعمل عن كثب مع المخرجة ميرا شعيب.”
كيف حضرتِ لشخصية “أرزة”؟ وهل يوجد تشابه بينك وبين الشخصية؟
“حضرت لهذه الشخصية من خلال قراءة معمقة للسيناريو ودراسة نفسية دقيقة لشخصية “أرزة”. كان من المهم أن أفهم تفاصيل حياتها وتحدياتها التي تتقاطع مع واقع الكثير من النساء في لبنان. أما عن التشابه بيننا، يمكن القول إننا نتشارك بعض الصفات مثل القوة والصمود في مواجهة الصعاب، لكن هناك اختلافات كبيرة في كيفية التعبير عن تلك المشاعر. في النهاية، “أرزة” هي شخصية إنسانية بحتة، تجسد معاناة وتحديات الإنسان بشكل عام.”
هل كان الظهور بدون مكياج في الفيلم أمرًا مزعجًا بالنسبة لك؟
“لا، لم يكن يزعجني على الإطلاق. بل على العكس، كان جزءًا أساسيًا من متطلبات الشخصية. “أرزة” شخصية طبيعية جدًا، تتطلب الظهور دون مكياج لتكون أكثر صدقًا ومصداقية أمام الجمهور. أعتبر أن المصداقية في التمثيل تقتضي أن أظهر الشخصية كما هي، بغض النظر عن التفاصيل السطحية مثل المكياج. المهم هو تقديم الأداء بكل صدق وإحساس.”
كيف كان التعاون مع المخرجة ميرا شعيب وفريق العمل؟
“التعاون مع ميرا شعيب وفريق العمل كان مميزًا للغاية. ميرا كانت حريصة على تقديم الفيلم بطريقة دقيقة تتسم بالتركيز على التفاصيل النفسية والشخصية لكل فرد. أسلوبها الإخراجي كان يعتمد على التقاط اللحظات الصغيرة التي تضيف عمقًا لكل مشهد، مما ساعد في تجسيد شخصيات الفيلم بشكل مؤثر. الفريق كان متجانسًا جدًا، وكان هناك انسجام كبير بين الجميع، مما جعل العمل يتميز بالصدق والواقعية.”
كيف تنظرين إلى رسالتك الفنية بشكل عام؟
“ما يهمني في النهاية هو تقديم قصص إنسانية تعكس الواقع وتلامس مشاعر الناس، سواء كانوا رجالًا أو نساء وصحيح أن الفيلم يتناول قضايا المرأة، لكنني لا أسعى فقط لطرح قضايا المرأة، بل أهدف إلى تقديم عمل فني يتناول التحديات التي يواجهها الإنسان بشكل عام. “أرزة” هي تجسيد لقصة إنسانية عن الأمل والمثابرة في مواجهة المحن، وهي تتحدث عن الجميع، بغض النظر عن الجنس أو الجنسية.”