بالتزامن مع قرب عرض فيلم “الفستان الأبيض”.. من ابتكر ارتداءه في حفلات الزفاف؟
كتب: شيماء أحمد
ينتظر العديد من محبي النجمتين أسماء جلال وياسمين رئيس عرض فيلم «الفستان الأبيض» بعد إطلاق الشركة المنتجة للبوستر الرئيسي للفيلم، حيث يبدأ عرضه في جميع دور العرض المصرية ابتداءً من 20 نوفمبر الجاري.
فيلم «الفستان الأبيض» يروي قصة «وردة»، التي تجسدها الفنانة ياسمين رئيس، العروس التي تفقد فستان زفافها قبل ليلة واحدة من حفل الزفاف، فتبدأ رحلة مشوقة عبر شوارع القاهرة برفقة صديقتها المقربة التي تؤدي دورها أسماء جلال، في محاولة للعثور على بديل، وعلى مدار هذه الرحلة، تخوض «وردة» رحلة أخرى لاكتشاف ذاتها وتقييم علاقتها مع المدينة وحياتها.. «إيجي بودكاست» يعرض خلال هذه السطور تاريخ الفستان الأبيض ومن أين جاءت فكرته وأشهر من ارتدته.
فساتين الزفاف في العصر الفيكتوري
قبل العصر الفيكتوري، لم يكن اللون الأبيض هو الخيار التقليدي لفساتين الزفاف، كانت العرائس يرتدين ألوانًا متعددة مثل الأحمر، الأزرق، الأصفر، الأخضر، وحتى الرمادي، حيث كانت الألوان تعتمد على تفضيلات العروس والمجتمع المحيط بها.
بداية ظهور الفستان الأبيض
شهد العام 1840 حدثًا غير تقاليد الزفاف إلى الأبد، عندما ارتدت الملكة فيكتوريا فستان زفاف أبيض مصنوع من الدانتيل في زواجها من الأمير ألبرت، كان تصميم الفستان من توقيع ويليام دايس، على الرغم من أن الأبيض لم يكن يرمز إلى النقاء آنذاك (حيث كان الأزرق هو رمز النقاء)، إلا أن اللون الأبيض كان يمثل الثروة.
تميز الفستان بالدانتيل اليدوي وأثار إعجاب المجتمع، مما دفع النساء الأرستقراطيات في أوروبا إلى تقليد الملكة وارتداء اللون الأبيض في حفلات زفافهن، ورغم أن هناك إشارات تاريخية لاستخدام اللون الأبيض في زفاف الملكة ماري ستيوارت عام 1558، وزفاف الأميرة فيليبا عام 1406، إلا أن شهرة الملكة فيكتوريا عززت تقليد أن يكون فستان الزفاف أبيض.
انتشار الفستان الأبيض بين الطبقات المختلفة
مع انتشار صور زفاف الملكة فيكتوريا عبر الصحافة في ذلك الوقت، أصبح الفستان الأبيض رمزًا للأناقة، لكنه ظل مقتصرًا على الطبقات الثرية لفترة طويلة بعد الحرب العالمية الثانية، ومع تحسن الظروف الاقتصادية بدأ اللون الأبيض ينتشر بين جميع الطبقات وأصبح العرف السائد في حفلات الزفاف.
فساتين الزفاف عبر العقود
الثلاثينيات (1930): الأنوثة والرقي
في هذا العقد، ظهرت فساتين تعكس الأنوثة، حيث كانت بطول الأرض، بأكمام طويلة، وياقات عالية، كان الساتان هو القماش المفضل، مع استخدام بسيط للدانتيل، الأكمام الكبيرة والفساتين الطويلة كانت السمة البارزة.
الستينيات (1960): البساطة والتجديد
تميزت الفساتين بالأكمام الضيقة والطرحات القصيرة، تغيرت التصاميم تدريجيًا لتشمل الـskirt الضيقة والخصر المرتفع، حيث بدأ التأثير الفرنسي يظهر في الموضة، مع لمسات جديدة أطلقتها دار أزياء ديور.
الثمانينات (1980): فخامة الأميرة ديانا
في عام 1981، ارتدت الأميرة ديانا فستانًا أسطوريًا صممه ديفيد وإليزابيث إيمانويل، وتميز بـskirt ضخمة وأكمام عريضة، ,أصبح الفستان مصدر إلهام للعديد من العرائس، حيث أصبحت الأكمام المنتفخة والـskirt الكبيرة رمزًا للأناقة.
التسعينيات (1990): التفاصيل الراقية
شهد هذا العقد ظهور الكورسيه والفساتين المطرزة بالخرز واللؤلؤ، ارتدت العرائس قفازات بيضاء طويلة لإضفاء لمسة كلاسيكية، مع التركيز على التصاميم الفاخرة والمزخرفة.
القرن الجديد: التنوع والابتكار
مع بداية الألفية، تطورت الموضة لتشمل خيارات غير محدودة، أصبحت الفساتين بدون أكمام “سترابلس” الأكثر شعبية، إلى جانب التصاميم المنفوشة، ركز المصممون على تقديم فساتين تناسب الأذواق المختلفة والثقافات المتنوعة.
إبداع المصممين العرب في عالم فساتين الزفاف
برز في العالم العربي العديد من مصممي الأزياء العالميين الذين أبدعوا في تقديم تصاميم تمزج بين التراث الشرقي والحداثة، أسماء مثل هاني البحيري في مصر و في الدول العربية إيلي صعب، زهير مراد، جورج حبيقة، ريم عكرا، ورامي العلي أصبحت مرادفًا للأناقة والجودة في عالم الأزياء، استطاع هؤلاء المصممون ترك بصمة عالمية في تصميم فساتين الزفاف الراقية.
أشهر من ارتدين الفساتين البيضاء
لا يمكن الحديث عن الفستان الأبيض دون الإشارة إلى بعضٍ من أشهر العرائس في التاريخ:
جاكلين كينيدي (1953): ارتدت جاكلين في زفافها على جون كينيدي فستانًا أنيقًا مصنوعًا من الحرير والتفتا، من تصميم آن لو.
الأميرة ديانا (1981): فستانها الأسطوري المزود بذيل طويل جدًا وكميات كبيرة من القماش الحريري كان من تصميم ديفيد وإليزابيث إيمانويل، ولا يزال أحد أشهر فساتين الزفاف في التاريخ.
غريس كيلي (1956): تألقت بفستان فاخر صُمم من قماش الدانتيل والحرير من تصميم هيلين روز، ولا يزال مصدر إلهام للكثير من العرائس.
ميجان ماركل (2018): اختارت فستانًا بسيطًا وأنيقًا من تصميم كلير وايت كيلر لدار جيفنشي، مما أعاد للأذهان مفهوم الأناقة البسيطة.
