ضعف الانتباه عند الأطفال يشير إلى خطر الإصابة باضطرابات ذهانية في المستقبل.. دراسة

كتب: شيماء أحمد
تكشف دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أن ضعف الانتباه في مرحلة الطفولة إلى جانب بعض العلامات الجينية قد يزيد من خطر الإصابة باضطرابات ذهانية، مثل الفصام، في مرحلة المراهقة، ورغم أن مشكلات الانتباه وحدها ليست مسؤولة عن ذلك، فإن تحديد العلامات المبكرة قد يساعد في اتخاذ تدابير وقائية.
كشفت دراسة حديثة من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس عن رؤى جديدة حول كيفية تأثير مشكلات مدى الانتباه في مرحلة الطفولة، إلى جانب العوامل الوراثية، على خطر الإصابة بأمراض نفسية خطيرة مثل الذهان أو الفصام في وقت لاحق من الحياة، ومع ذلك، يؤكد الباحثون أنه على الرغم من ارتباط هذه العوامل بارتفاع المخاطر، إلا أنها لا تضمن الإصابة بأمراض نفسية في المستقبل.
تشرح الدكتورة كاري بيردن، الباحثة الرئيسية والأستاذة في معهد سيميل ومعهد أبحاث الدماغ التابع لجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، إذا كان لدى الطفل استعدادًا وراثيًا مقترنًا بقضايا الانتباه في وقت مبكر، فإننا لا نعرف بعد النتائج طويلة المدى المحددة أو من قد يكون قادرًا على الصمود على الرغم من المخاطر الكامنة.
وتشير بيردن إلى أن المسار من صعوبات الانتباه في مرحلة الطفولة إلى الأعراض الذهانية في مرحلة المراهقة أو أوائل مرحلة البلوغ يتطلب المزيد من البحث من أجل فهم أكثر وضوحًا، حللت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Mental Health، البيانات المعرفية والوراثية والدماغية لأكثر من 10000 طفل، وتتبعتهم لمدة ست سنوات في المتوسط من سن التاسعة تقريبًا إلى سنوات المراهقة، فحص الباحثون الروابط بين مشكلات مدى الانتباه في الطفولة والعوامل الوراثية واحتمالية إصابة الطفل بأعراض ذهانية مع نضوجه، يُعرَّف الذهان من قبل المعهد الوطني للصحة العقلية بأنه حالة ذهنية تتميز بفقدان كبير للاتصال بالواقع، حيث قد يكافح الفرد للتمييز بين ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي.
وبحسب النتائج، ارتبطت مشكلات مدى الانتباه في مرحلة الطفولة بنسبة تتراوح بين 4% و16% من العلاقة بين العوامل الوراثية وخطر الإصابة بأعراض الذهان في مرحلة المراهقة، وتؤكد هذه العلاقة على تعقيد تطور الصحة العقلية، حيث قد تكون مشكلات الانتباه مجرد جزء واحد من اللغز.
وفي حين تساهم الدراسة في تعزيز الفهم المتزايد لعوامل الخطر المرتبطة بالاضطرابات النفسية، فإنها تظهر أيضاً الحاجة إلى إجراء أبحاث مستمرة لتوضيح كيفية تقاطع مشكلات الانتباه والعوامل الوراثية وتأثيرها على الصحة العقلية، وبفضل هذه البيانات، يمكن لمهنيي الصحة العقلية الاستمرار في تحسين أساليبهم في التدخل المبكر، وتقديم دعم أفضل لأولئك المعرضين للخطر.