الكاميرا في الملعب والمنسيون في الرياضة المصرية

كتب: محمد الديك
بعيداً عن التريند والبحث عن اللقطة، وقعدات المصاطب في الاستديوهات المكيفة، تحل اليوم ذكرى رحيل رجل صاحب مدرسة خاصة في الإعلام الرياضي، الجيل الجديد ممكن ما يفتكرش اسمه لكن ممكن يكون شاف وسمع موسيقى أشهر برنامج رياضي في مصر في فترة الثمانينات والتسعينيات ، برنامج “الكاميرا في الملعب”.
البرنامج الذي كان كل كبير وصغير في مصر بينتظره، صاحب فكرته كان خريج كلية الفنون التطبيقية أيوه بس كان مؤمن بنفسه جداً، ساب المجال ده واتجه إلى الحاجة اللي بيحبها ويعتبر رائد من رواد الإعلام الرياضي في مصر، رغم أنه بدأ إذاعة البرنامج على القناة الثالثة إلا أنه غير مفهوم البرامج الرياضية بالنزول إلى الملاعب والتدريبات ونقل كواليس المباريات مش بس الملاعب كمان كان بيروح المستشفيات وراء اللاعيبة وكان أي لاعب مهما كانت نجوميته يتمنى أنه يظهر في برنامج “الكاميرا في الملعب”.
وفي شهور قليلة حقق البرنامج نقلة كبيرة في الرياضة وحقق نجاح كبيربين جماهير الكرة المصرية.
بعيداً عن المضمون اللي كان بيقدمه المذيع الراحل قطب عبد السلام، ارتبط الجمهور بموسيقى البرنامج التي ما زالت عالقة في الأذهان.
الموسيقى اللي قال عنها صاحبها ومؤلفها الموسيقار هاني شنودة أنه يعتز بالعديد من المقطوعات الموسيقية التي قدمها منها موسيقى الكاميرا في الملعب التي يحبها الجمهور، وهي أشهر موسيقى يتم لعبها في ديسكوهات أمريكا.
“الكاميرا في الملعب” مش مجرد برنامج رياضي طبيعي، دا برنامج حطم كل الأفكار عن المباريات، حيث كان المذيع الراحل قطب عبد السلام ينقل خبايا وكواليس غرف اللاعبيين اثناء وبعد المباراة حتى مغادرة اللاعبيين والاجهزة الفنية واستقلالهم لحافلة الفريق بالاضافة الى لقاءات مع الجماهير قبل وبين وبعد المباراة ولقاءات مع المدربين واللاعبين وحكام المباريات و كبار الشخصيات الموجوده بالملاعب.
صاحب فكرة البرنامج الراحل المبدع قطب عبد السلام قطب المشهور باسم ( على عبد السلام ) من مواليد بالقاهرة فى يونيو 1961 ورحل عن دنيانا فى 22 اكتوبر 1988 عن عمر يناهز السابعة والعشرون عاما وبضعه أشهر بعدما تلقي خبر وفاة والده فأصيب بأزمه قلبيه ومات حزناً علي وفاه والده باسبوع.
بدأ مشواره في عالم الصحافة وتدرج حتى وصل لرئاسة القسم الرياضي في جريدة السياسي ثم انتقل للعمل فترة في دولة قطر قبل الانتقال للشاشة الصغيرة لتقديم البرامج الرياضية التي أصبح صاحب مدرسة خاصة فيها وترك بصمة في ذاكرة ووجدان كل عاشق للرياضة بصفة عامة ولكرة القدم بصفة خاصة.
بعد رحيله تناوب على تقديم برنامج “الكاميرا في الملعب” أكثر من نجم ومذيع ووفاء لذكرى صاحب الفكرة كان يتم وضع اسم الراحل قطب عبد السلام على تتر البرنامج قبل أن يتم ايقاف البرنامج للأبد.
من المواقف التي لا تنسى عن البرنامج ما حدث بعد مباراة القمة بين الأهلي والزمالك في 1992، قام مصطفى عبده بالتسجيل مع جماهير الأهلي في منطقة غمرة وظهر في الخلفية واحد من الجماهير ماسك كلب لابس فانلة الزمالك، مما أشعل غضب الزملكاوية وقتها، وحصلت أزمة كبيرة وكسروا مراية عربية مصطفى عبده،ليطلب من الصحفي الكبير اسماعيل البقري معد البرنامج أن يكتب في جريدة “الأهرام” بأن مصطفى عبده لن يقدم البرنامج مرة أخرى، وبعده رحيل المجري عن البرنامج أسند التليفزيون تقديمه إلى المُذيع “حازم الشناوي” آخر مذيع للبرنامج الذي ضاع بعد دخولنا عالم الحصريات والتشفير والتريند واليوتيوب وغيرها.