تناول الطعام في وقت متأخر يزيد الجوع ويؤثر على الوزن

كتب: شيماء أحمد
كشف فريق بحثي من كلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى بريغهام للنساء عن أدلة جديدة تؤكد أن توقيت تناول الطعام لا يقل أهمية عن نوعيته، خصوصًا عند الحديث عن السمنة.
الدراسة التي نُشرت في مجلة Cell Metabolism، أظهرت أن تناول الوجبات في وقت متأخر من اليوم لا يؤثر فقط على مستويات الجوع، بل يمتد تأثيره ليشمل معدلات حرق السعرات، وتخزين الدهون في الجسم، وصولًا إلى التغيرات الجزيئية داخل الأنسجة الدهنية.
*هل التوقيت مهم فعلًا؟
نعم، وبشكل كبير، ففي دراسة شملت 16 مشاركًا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، خضع كل منهم لتجربتين: تناول نفس الوجبات إما في وقت مبكر من اليوم أو بعد 4 ساعات من ذلك التوقيت.
خلال التجربة، تم التحكم في جميع العوامل الأخرى مثل النوم، والنشاط البدني، ونوع الطعام، وحتى الإضاءة، كما تم جمع عينات دم وقياس مستويات الجوع، ودرجة حرارة الجسم، وحرق السعرات، إضافة إلى تحليل عينات من الدهون لدراسة تأثير توقيت الأكل على تعبير الجينات المرتبطة بتخزين الدهون.
*النتائج: لماذا يزيد الأكل المتأخر من احتمالية السمنة؟
كشفت الدراسة أن تناول الطعام في وقت متأخر يؤدي إلى:
*زيادة الشعور بالجوع: حيث انخفضت مستويات هرمون اللبتين (المرتبط بالشبع)، مقارنة بالأكل المبكر.
*تباطؤ في حرق السعرات الحرارية بعد الأكل.
*زيادة في نشاط الجينات المرتبطة بتخزين الدهون، مقابل انخفاض في تلك المسؤولة عن تحلل الدهون.
بمعنى آخر، تناول نفس الوجبة في وقت متأخر يجعل الجسم أكثر ميلًا لتخزين الدهون وأقل كفاءة في حرقها، إضافة إلى زيادة الشهية لاحقًا.
*دلالات أوسع للنتائج
هذه النتائج تدعم الأدلة السابقة التي تربط بين الأكل المتأخر وزيادة الوزن، لكنها تذهب أبعد من ذلك عبر تفسير لماذا يحدث هذا التأثير، على المستوى الهرموني والجزيئي.
كما سلطت الدراسة الضوء على أهمية الساعة البيولوجية للجسم، التي يبدو أنها تؤثر في كيفية تعامل الجسم مع الغذاء حسب التوقيت—not فقط حسب السعرات.
*ما الخطوة التالية؟
أشار الفريق البحثي إلى ضرورة توسيع نطاق الدراسات مستقبلاً لتشمل عددًا أكبر من النساء، وللبحث بشكل أعمق في العلاقة بين توقيت االوجبات والنوم.
كما أكد الباحثون أن العوامل البيئية مثل النشاط البدني وجودة النوم قد تتفاعل بدورها مع توقيت الأكل، ما يستدعي دراستها معًا لفهم الصورة الكاملة لإدارة الوزن والصحة الأيضية.