“خيارة وماء”.. “سكيني توك” ترند يدفع الفتيات للنحافة المفرطة والأطباء يحذرون

عبارة صادمة انتشرت في آلاف الفيديوهات على منصة “تيك توك” تحت وسم #SkinnyTok، الذي بات رمزًا لاتجاه رقمي مقلق يروج لنمط غذائي صارم، يقوم على شرب الماء وأكل الخيار فقط، بهدف إنقاص الوزن والوصول إلى “النحافة المثالية”.

حتى اللحظة، تجاوز عدد الفيديوهات المرتبطة بهذا الوسم 60 ألف فيديو، معظمها موجه للفتيات والمراهقات، وتروج بشكل مباشر أو غير مباشر لسلوكيات مضطربة، مثل تجويع النفس، الشعور بالخجل من شكل الجسم، وربط النحافة بالسعادة والقبول الاجتماعي.

ويحذر الأطباء وخبراء الصحة النفسية من أن هذا الاتجاه الذي قد يبدو في ظاهره مجرد تحدٍ رقمي، يؤدي في جوهره إلى اضطرابات الأكل، خاصة فقدان الشهية العصبي، وقد يُسبب أذى نفسيًا بالغًا للمراهقات.

“سكيني توك يذكرني بما رأيناه في العقد الأول من الألفينات على Tumblr وTwitter، حين كانت ثقافة الترويج للنحافة المفرطة تنتشر بلا رقابة”.

تقول فايث مونتويا، إحدى الناجيات من اضطرابات الأكل ومؤثرة على تيك توك، والتي حصد فيديو ردّها على هذه الظاهرة أكثر من مليون مشاهدة.

ورغم أن تيك توك يُظهر رسالة توعوية عند البحث عن الوسم تقول “أنتِ أكثر من وزنكِ”، ويوجه المستخدمين إلى موارد علاجية، إلا أن المحتوى الموجود تحته يُغرق المستخدمين في سيل من “التحفيز السام”، الذي يربط الطعام بالخطيئة، ويصور الانضباط القاسي كسبيل وحيد للجمال.

رسائل مدمرة

من بين العبارات المتكررة في فيديوهات “سكيني توك”:

“لكي تكوني صغيرة، كلي قليلًا. لكي تكوني كبيرة، كلي كثيرًا”.

“لا تحتاجين لمكافأة. أنتِ لستِ كلبًا”.

“إذا قرقرت معدتك، فهذه علامة على أنك تفعلين الصواب”.

وتقول باولا إدواردز-جايفيلد، المستشارة النفسية وعضو مجلس إدارة الجمعية الوطنية لاضطرابات الأكل:

“ما نسمعه في هذه الفيديوهات هو: أنتِ لستِ كافية، يجب أن تتغيري،  وهذا بالضبط هو أساس اضطرابات الأكل”.

أضرار تمتد لعمر كامل

تشير الأبحاث إلى أن اضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية العصبي، ليست فقط اضطرابات نفسية، بل تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة تشمل القلب، والجهاز الهضمي، والتدهور المعرفي، وقد تنتهي بـالفشل العضوي أو الوفاة.

ووفقًا للجمعية الوطنية لاضطرابات الأكل، فإن 9% من سكان الولايات المتحدة يعانون من أحد هذه الاضطرابات، وغالبًا ما تستمر المعاناة مدى الحياة.

رسالة أخيرة من الأطباء

يحذر الخبراء من أن النظام الغذائي المتطرف، مثل “الماء والخيار فقط”، ليس حلًا صحيًا أو مستدامًا، بل هو طريق نحو الحرمان، الخجل، والمزيد من الأذى النفسي.

وينصحون أي شخص يشعر بالقلق من وزنه أو علاقته بالطعام أن يلجأ إلى متخصص مؤهل بدلًا من اتباع نصائح “مؤثرين” لا يملكون أي خلفية علمية.