كتب: حسن الحيني
خطف الفنان أحمد السعدني أنظار الكثيرين من محبيه وجمهوره وذلك بعد أدائه دور والد الطفل يوسف في مسلسل “لام شمسية”، الذي تعرض فيه نجله للتحرش من قبل محمد شاهين، واستطاع أن يجذب انتباه قطاع كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قدم الدور بكل اتقان وروعة ودرس الشخصية بكل تفاصيلها وأبعادها الشخصية والإنسانية من منظوره، ليثبت موهبته بجدارة خلال هذا العام.
وبأداء متفرد وشديد الخصوصية، أقنعنا أحمد السعدني في كل مشهد يقدمه بأنه فنان كبير ولكل تفصيلة في الدور مثل نبرة الصوت وحركة الجسم ونظرة العين التي كانت توصل لنا كل مشاعره دون تزييف أو افتعال، فهو قادر على أن يجعلنا نبكي معه بشدة بسبب إحساسه ومشاعره التي كان يجسدها.
وقدم أحمد السعدني مشهدًا ماستر سين جعل الجميع يتفاعل معه الجميع بشكل واسع، عندما اعترف له ابنه يوسف بأنه تعرض للتحرش على يد صديق عمره، وبعدها دخل أحمد السعدني في حالة بكاء شديدة وقال لابنه: “لماذا لم تأتِ وتحكي لي ما حدث معك من تحرش؟” حيث قدم أجمل مشهد في العمل كله، بل في مسلسلات رمضان بأكملها.
وأذهل أحمد السعدني الجمهور في كل مشهد بأدائه المبدع بدون أي ابتزال ونقل لنا شعور الأب بصدق بعد ما سمع حديث صعب عن أذية صاحب عمره لابنه، حيث صعد سلم النجومية بخطوات واثقة، وتمكن هادئ وعشق للفن، وجدية وصرامة في الاختيارات بدوره في لام شمسية وهو نقلة نوعية وضعت أحمد السعدني في خانة الكبار أصحاب البصمات المهمة المتفردة في تاريخ الدراما.
وناقش مسلسل لام شمسيه قضية صعبة للغاية ومهمة في نفس الوقت لما يحدث مع الأبناء في مجتمعنا المصري من تحرش من أقرب الأشخاص إليهم دون وجود مشهد واحد يخدش الحياة أو لفظ خارج، والعمل كان عبارة عن رسالة هادفة لكثير من الآباء بأن يستمعوا لأبنائهم ويتحدثون معهم عما يحدث لهم في يومهم بشكل تفصيلي ولا يجعلون أبناءهم يخافون منهم.
وفي النهاية أحمد السعدني موهبة كبيرة غير مستغلة ولديه قدرة كبيرة على التنوع في الأدوار ما بين الكوميديا والتراجيديا والأكشن والأدوار المركبة ويقدم كل هذا التنوع بروح وطبيعة مختلفة جدا، وهو حل مناسب جدا لأي مخرج يبحث عن الاختلاف لأنه غير تقليدي، كما أنه خرج من عباءة أبناء الفنانين التي تحاصر بعض النجوم.
كما أنه يمتلك قدرات بدنية مميزة وبالتالي يسهل استخدامه في مشاهد الحركة، ولغة جسد مختلفة في ردود الأفعال والميزة الكبرى أن ردود أفعال أحمد السعدنى غير مكررة ففي كل عمل يقدم رد فعل مختلفة عن العمل السابق حتى لو تشابه الموقف الداعي لردة الفعل الذي يقدمه بصورة مختلفة جداً عما سبق أن قدمه مقتصد في الانفعالات وتخرج الانفعالات المقتصدة في محلها تماما فتخرج كتلة المشاعر طبيعية ولا يصل الى المشاهد الاحساس بالمبالغة.
ويتقن أحمد السعدني القدرة على التعبير من خلال تعبيرات الوجه ونبرة الصوت وحركة الجسم وكلها تعتبر أدوات الممثل والتي يجيد أحمد السعدنى استخدامها فهو ممثل موهوب ويحتاج الى مساحة يستحقها لإبراز موهبته بشكل أكبر والتي أهم ما يميزها هو اختلافه.
