كتب : نور حسن
يُعتبر الكاتب المسرحي يسري الجندي واحدًا من أبرز الأسماء في تاريخ المسرح والدراما العربية، حيث تميزت أعماله بقدرته الفائقة على المزج بين التراث الشعبي والرؤى المعاصرة. منذ بداياته في أواخر الستينيات، استطاع الجندي أن يحقق مكانة بارزة من خلال مسرحياته ومسلسلاته، التي حملت في طياتها قضايا اجتماعية وفكرية هامة.
من بين أبرز أعماله التلفزيونية كانت مسلسلات مثل “علي الزيبق” و”حارة المواردي”، التي قدمت شخصيات شعبية مؤثرة وحوارات لامست قلوب الجمهور. لكن أحد الأعمال المثيرة للجدل كان مسلسل “خيبر”، الذي تعرض لانتقاد واسع من قبل رابطة مكافحة التشهير اليهودية، بسبب تناوله لمجزرة “خيبر” في الجزيرة العربية وتفاصيل تاريخية حساسة حول الصراع بين العرب واليهود.
استلهم الجندي في أعماله من التراث الشعبي، مستخدمًا أسلوبًا ملحميًا يدمج الفانتازيا بالواقع لتصوير قضايا الإنسان البسيط في مواجهته للأنظمة القوية. كانت أعماله تتسم بالحوار العميق والمضمون الفكري الذي يتناول قضايا مثل الحرية، والصراع بين الفرد والنظام، مما جعله من أبرز كتاب الدراما العربية.
على مدار مسيرته، حصل الجندي على العديد من الجوائز والتكريمات، من بينها جائزة الدولة التشجيعية في المسرح عام 1981 وجائزة الدولة للتفوق في الفنون عام 2005. ورغم تقاعده في 2002، ظل يسري الجندي مخلصًا لفنه حتى وفاته في 2022، تاركًا إرثًا فنيًا يستمر في التأثير على الأجيال الجديدة.
