كيف ظهر الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الناشئة في أسابيع الموضة

مع حلول موسم خريف 2025، تدخل علاقة الموضة بالتكنولوجيا مرحلة جديدة، ففي ذروة الاهتمام بالموضة الرقمية، استثمرت العديد من العلامات التجارية بشكل كبير في التقنيات الناشئة على منصات العرض، فمثلاً، قدمت علامة Dauphinette أظافر مزودة برقائق NFC، بينما أصدرت Christian Louboutin رموز NFTs كدعوات حصريّة، وأطلقت Tommy Hilfiger تجربتها بالكامل على Web3 خلال أسبوع الموضة في نيويورك لخريف 2022.

لكن مع مرور الوقت، شهدنا انهيارًا في هذا القطاع؛ حيث أغلقت العديد من الشركات الرقمية الناشئة أبوابها، وتباطأ سوق الرموز غير القابلة للاستبدال، في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه صناعة السلع الفاخرة، وبذلك، انسحبت العلامات التجارية بهدوء من استثماراتها التكنولوجية المكلفة.

على الرغم من أن شهر الموضة يمثل فرصة ذهبية للعلامات التجارية للاستفادة من الابتكارات التكنولوجية، إلا أن العديد من الجهود الأخيرة تراجعت، مما أدى إلى تراجع تركيز Web3 وابتعادها عن دائرة الضوء، لكن مع انطلاق موسم الموضة لخريف 2025، بدأ المتبنون الأوائل يتعاملون بحذر مع هذه التقنيات، ولكن بتوجه أكثر تفكيرًا وتركيزًا على التكامل المستدام.

في أسبوع الموضة الباريسي للأزياء الراقية، قدم فيكتور آند رولف عرضًا مبتكرًا، حيث أعادوا تفسير زي بسيط مكوّن من معطف وقميص وبنطلون من غازار الحرير عبر 24 إطلالة مختلفة، مرفقًا ذلك بصوت موجه عبر الذكاء الاصطناعي الذي يعرض كل مجموعة بنغمة فرنسية آلية،  هذا العرض يمثل بداية لدمج الذكاء الاصطناعي في أسبوع الموضة، وهو مثال على دور التكنولوجيا المتزايد في صناعة الموضة، حيث تسعى العلامات التجارية للتجديد والابتكار في سرد القصص وتجربة الموضة.

أما في أسبوع الموضة في سيول، فقد استُخدم الذكاء الاصطناعي بطريقة مبتكرة أيضًا، حيث سلط الحدث الضوء على المصممين الذين يروجون للاستدامة والابتكار، وكان من أبرز لحظات الحدث عرض عارضة أزياء ترتدي بدلة “WalkON” التي تم تطويرها من قبل KAIST للأشخاص المصابين بالشلل النصفي، مما يعكس التقاطع المتزايد بين الموضة والتكنولوجيا المساعدة،  كما استعرضت شركات تكنولوجيا مثل LG وSamsung تقنيات مبتكرة، مثل العرض القابل للتمدد على الملابس والأدوات الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

وفي باريس، تحضر علامة كوبرني عرضًا مميزًا مستوحى من ألعاب الفيديو متعددة اللاعبين، حيث سيتمكن الحضور من ربط أجهزة الألعاب الخاصة بهم عبر شبكة محلية، مما يعكس تأثير مجتمع الألعاب المتزايد على صناعة الموضة،  تُظهر هذه المبادرات كيف أن العلامات التجارية، مثل كوبرني، تسعى لتحقيق التوازن بين الابتكار التكنولوجي وتجربة المستهلك.